يوم جديد .. ودعوة جديدة بعد باكورة التفاؤل
كثيرون هم الذين يسعون ألى التميز .. وكثيرون هم الذين يحبون ان ينفردوا يالصدارة ، ويتوقون إلى الإستحواذ على ناصية الإعجاب.
ولا ضير .. فهذا حق مكفول ، وطلب مأمول .. نجده في نفوسنا التي تحب الإطراء ، وتخضع للثناء ، وتتطامن إلى العلياء.!!
ولكن وللأسف كثير من هؤلاء يسلكون مسالك ملتوية ،ودروب مظلمة ، فيخطؤن الطريق ، وينجرفون بعيدا إلى إلى مجاهيل الحياة ، ومغارات اللاشيء ...
وهنا لا بد أن نقرر أن قمة المجد ، وذروة التميز ليست مدببة كحد السيف بحيث لا تتسع إلا لفرد واحد .. وإلا لما وجدنا في الحياة متميزين ، ولكانوا أندر من الكبريت الأحمر .!!
ولكن هذه القمة هي من السعة والرحابة والإمتداد والشمول .. بحيث تشكل واحة جميلة ، وروضة فيحاء .. تفتح ابوابهالكل صاحب نفس كبيرة يغامر ليظفر بالذروة ، فلا يقنع بما دون النجوم ليسجل حضورا مشرفا ، وتالقا متميزا .
إني اجزم اننا نستطيع أن نكون متميزين في حياتنا مع محافظتنا على الثوابت ، وعدم القفز على المرجعيات...
ولقائل أن يقول ماذا تريد أن تقول ..؟
فاقول :: إن للتميز مفاتيح ، وللتصدر قوانين ، وللتفرد أسباب .. والسفينة حتما لا تمشي على اليبس..!!
فهاك يا من تروم أن تكون متميزا ثلاثة مفاتيح مهمة .. لن ولن ، ولن ألف مرة تذوق طعم التميز أبدا إلا إذا استصحبتهم في رحلتك إلى التميز ..
ولن تفتح لك بوابات التميز إلا بهما .. وقديما قيل :: من ادمن القرع يوشك ان يلج ..!!
فمفاتيح التميز هي :
1 - التميز في الإيمان .
2 - التميز في العلاقات .
3 - التميز في الإحتراف .
ما معنى ذلك ؟؟
دعني أقول لك .. حتى نكون متميزين في حياتنا .. فلا بد ان نتميز في هذه الثلاثة الأمور ..
أولا :: ان تميزنا في إيماننا بالله بأن نحسن صلتنا بالله ، ويكون ذلك بتحقيق الإيمان بالله اعتقادا وقولا وعملا ، وان ننصبغ بشريعته قلبا وقالبا !!
لأن التميز الحق هو في تحقيق هذه المعادلة الصعبة على غير المتميزين ..، وهي تحقيق الإيمان بالله الذي خلقنا ورزقنا ، وحبانا نعما تترى ، لا تعد ولا تحصى .. فنحن مشمولون برعايته ، مغمورون ببره ، غارقون في جوده ..!! وإيماننا بالله هو سر تميزنا ، وعنوان نجاحنا ، وارجى أعمالنا ، ولقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين سئل عن احب الأعمال إلى الله فقال : (( إيمان بالله ، وجهاد في سبيله ...))
ولنا أن نتساءل جميعا .. هل التفريط بهذا الأصل ، والخروج عن هذا الأمر يدعم مسيرة التميز التي نسعى إليها .. اترك لكم الإجابة ..
لقد وقف خبيب بن عدي رضي الله عنه على قمة المجد ، وأناخ رحله في أوج التميز .. في شموخ واستعلاء قائلا
ولست ابالي حين أقتل مسلما على أيجننب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
المفتاح الثاني التميز في العلاقات
فإذا ما حسنا صلتنا بالله قادتنا إلى تحسين علاقاتنا بالاخرين ، وبنينا الجسور المدعمة بالمحبة والمفعمة بالمودة والمضمخمة بالرحمة .. فنقضي حاجاتهم ونفك كرباتهم ندخل السرور عليهم نشعر بهم نهرع إلى نجدتهم
إن اخاك الصدق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا راب الزمان شتت شمله فيك ليجمعك
هذا هو القانون الثاني من قوانبن التميز ، أو إن شئت فقل المضلع الثاني في مثلث التميز ..
أن نقتل في أنفسنا الأثرة وحب الذات ، وأن نغتال الإعتداد بالنفس ، وذلك بأن نكون كهفأ وموئلا يفيء الآخرون اليه فيجدون صدرا رحبا ، ووقلبا كبيرا
واما القانون الثالث التميز في الإحتراف أو الوظيفة والمهنة
بأن يكون أحدنا عضوا فاعلا ، عنصرا منتجا ، يجيد مهنته ، ويحترف في وظيفته أيا كانت ..
والنبي صلى عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
فالتميز ان نكون فاعلين منتجين ايجابيين .. نستثمر الأحداث ، ونخلق الفرص ، ونطوع الحياة ..
وأن لا نكون عالة على الاخرين ، نستجدي سوف ، ونقتات العجز ، ونجتر الأماني
هذا هو التميز بأضلاعه الثلاثة ، وقوانبنه الوتر ، ومفاتبحه الغرر..!
ودعوة إلى كل غيور إلى بوابة العبور ألى سفح التميز ..
واجزم ان نفوسكم تتوق إلى معرفة من جمع اطراف التميز واحاط بجوانبه ..
اتدرون من هو إنه خليفة رسول الله الأول حتى في التميز ابوبكر الصديق رضي الله عنه ..
تجدونه في الإيمان اكمل الناس ايمانا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لو وضع إيمان ابي بكر ..
تجدونه في العلاقات الصاحب في كل الأحداث ، والصادق في كل المواقف ، الواصل الجواد الوفي ..
تجدونه في الأحتراف قمة في المهنية .. اليس هو الذي ادار الأزمة في احلك الظروف
اليس يكفيه انه كان يخرج كل يوم الى خارج المدينة لماذا ؟
ليزور تلك المراة العمياء كل يوم ليحلب ويكنس ويغسل ويعجن ويطبخ ثم ينصرف عنهم وهم في خير حال .. ولما رآه عمر مستخفبا وكشف سر الخليفة قال : (( لقد اتعبت من يأتي بعدك يا أبابكر .. )
فأي احتراف ومهنية
إنه التميز في اعظم صوره ، وابهى حلله ، وارقى تطبيقاته
[b]